كيف يعبّر الذهب عن الطبقة الاجتماعية في مجتمعاتنا؟
الذهب كلغة صامتة للمكانة الاجتماعية
منذ آلاف السنين لم يكن الذهب مجرد معدن يُزيّن الجسد، بل أصبح وسيلة للتعبير عن المكانة والقدرة والوجاهة. في مجتمعاتنا العربية تحديدًا، ما زال الذهب يُقرأ كرسالة غير منطوقة عن الطبقة الاجتماعية، خاصة في المناسبات التي يلتقي فيها الناس من خلفيات مختلفة.
في حفلات الزفاف مثلًا، لا يكون الذهب مجرد زينة للعروس، بل مؤشرًا واضحًا على قدرة العائلة على الإكرام ومستواها المادي. وفي المقابل، قد تختار عائلات أخرى مجوهرات بسيطة تعكس التواضع أو محدودية الإمكانات.
بين الفخر والأمان المالي
المرأة التي ترتدي ذهبها لا تفعل ذلك دائمًا بدافع التفاخر فقط، بل أحيانًا بدافع الأمان. فالذهب في كثير من البيوت يُعتبر رصيد طوارئ صامت يمكن اللجوء إليه عند المرض أو الأزمات أو تغير الظروف.
أهم أدوار الذهب في حياة الأسرة
- مظهر اجتماعي: يعكس صورة عن مستوى المعيشة والقدرة المادية.
- مدخرات آمنة: يمكن بيعه بسرعة في أوقات الحاجة.
- رمز عاطفي: يرتبط بالزواج، والمناسبات، والهدايا المهمة.
الفروق الطبقية في أسلوب ارتداء الذهب
الطبقات الثرية تميل غالبًا إلى اقتناء الذهب الأبيض، والألماس، والتصاميم الراقية التي تجمع بين الفخامة والبساطة. في حين تفضّل الطبقات المتوسطة الذهب الأصفر التقليدي الذي يمكن ارتداؤه في الحياة اليومية والمناسبات معًا.
أما الطبقات الأقل دخلًا فتذهب نحو قطع صغيرة أو مستعملة، تركز على القيمة العملية أكثر من التصميم، لكنها تبقى بالنسبة لهم مصدرًا للشعور بالكرامة والانتماء للمشهد الاجتماعي العام.
تغيّر النظرة للذهب عند جيل الشباب
مع دخول جيل الشباب عالم الموضة، بدأت علاقة الذهب بالطبقة الاجتماعية تتغير. فالكثير من الشابات اليوم يفضلن قطعًا بسيطة وخفيفة، قد لا تكون ثقيلة وزنًا، لكنها تعبّر عن الذوق والشخصية أكثر مما تعبّر عن الحساب البنكي.
أصبح من الطبيعي أن ترى فتاة ترتدي قلادة صغيرة أو خاتمًا رقيقًا يحمل رمزية خاصة، مثل حرف من اسمها، أو تاريخ مهم في حياتها، حتى لو كانت قيمته المادية ليست كبيرة.
الذهب كهوية اجتماعية لا مجرد طبقة
في النهاية، لا يعبّر الذهب فقط عن “من يملك أكثر”، بل يكشف عن قصة كل شخص مع الخوف من الغد، والرغبة في الأمان، والحاجة إلى الاحترام الاجتماعي. قد يكون الذهب عند البعض وسيلة ترف، وعند آخرين وسادة أمان، لكنه في كل الأحوال جزء من الهوية الاجتماعية في مجتمعاتنا.
وربما يختلف شكل الذهب من طبقة إلى أخرى، لكن بريقه يظل واحدًا؛ يشدّ العيون ذاتها، ويثير الأسئلة والمشاعر نفسها لدى الجميع.